Tuesday, November 27, 2007

ترانیم برومثیوس




















ترانيم برومثيوس







الحقوق كافة
مـحــــفــــوظـة
لاتـحــاد الـكـتـّاب الــعـرب





البريد الالكتروني: unecriv@net.sy E-mail :
aru@net.sy
موقع اتحاد الكتّاب العرب على شبكة الإنترنت
http://www.awu-dam.org/

تصميم الغلاف للفنان: فرنسيس بيكون
qq

صلاح أحمد








ترانيم برومثيوس
* شـــــــــعر *







من منشورات اتحاد الكتّاب العرب
دمشق-2001





الإهــداء


*إلى تلك الروح الغريبة الصامتة التي لا يعرفها أحد في أي زمن وأية جغرافية كانت.
*إلى ذلك اليتيم الوحيد الذي غدت اللغة آلة أثرية معطلة للتعبير عن آلامه.
*إلى ذلك الكائن الذي أشعر به وأعرفه ولا أدري من هو وأين هو…
*وإلى كل الذين يرون شقاء العالم… والعالم لا يرى شقاءهم…





وجهة نظر بمثابة مقدمة

"الفن، ولا شيء غير الفن، لدينا الفن لكي لا نموت بسبب الحقيقة" "نيتشه".
حين تعود إلى ذاكرتك تلاحظ بأنك، من ضمن ما تذكر، ما زلت تذكر بشكل ما، نصوصاً قد قرأتها منذ زمن طويل نسبياً، في حين أن ضمن ما تنساه، تنسى نصوصاً أخرى قرأتها منذ مدة قصيرة نسبياً أيضاً. وحين تستشهد بأقوال ونماذج ونصوص. فإنك تعود إلى عدد من الأقوال والنماذج والنصوص دون غيرها مما يتعلق بذلك الحقل وتلك المناسبة، يكمن مغزى ذلك في كونك تقوم بعملية المفاضلة والانتقاء بين ما تقرأ. والعملية هذه تختلف من شخص إلى آخر، وما يتدخل في الأمر هو تركيبتك الفكرية والنفسية والمزاجية بكل تعقيداتها، وطبيعة حياتك الداخلية، وبنى ثقافتك ومساحة قراءاتك السابقة وتوجهاتك الذاتية ومواقفك من الحياة والفن والمعرفة. وعوامل أخرى كثيرة ليس من اليسير عدّها هنا.
الحديث هنا عن الشعر.. بدايةً أوّد أن أشير إلى أنني لا أتحدث عن نصوصي، لأنني ككاتب لتلك النصوص لا يمكنني أن أكون قارئاً بريئاً لها. ولكنني كقارئ لنماذج من الشعر العالمي، أريد أن أميز نمطاً من الشعر.
وهو الشعر الذي يأتي بلا موضوع جزئي ومحدد بل يأتي شاملاً، كلاً تجاه" الكليات": الوجود، العالم، الحياة.. الشعر الحامل لذلك الجنون الأبيض الذي يحمل بدوره كثيراً من حالات القلق النقي يعلن عن نفسه بوضوح في حالة وجوده لدى شاعر ما.. القلق غير القابل للاكتساب والتعليم والتعود، إنه ببساطة كاللعنة فأنت إما ملعون أولا، قلق يتجلى في سلسلة لا متناهية من التمزق والاغتراب والوحدة والتفرد والاختلاف، تمهّد من ضمن ما تمهّد للحظات إشراقية على شكل غبطة ينشط فيها الحس الكينوني مشكلاً الهوية الروحية للشاعر الذي يتصف بالجنون الأبيض المشار إليه، وكذلك للفرد الشاعر الذي لا يعتدي على بياض الورقة ويكتفي بعيش لحظاته الإشراقية بالعمق الذي تمليه عليه غبطته الروحية، دون أن يلتجئ إلى الكتابة أساساً، أو بالأحرى تلك الإشراقات ما هي إلا تكثيف للحس المأساوي الممتد على أفق كل اللحظات بحيث قد يجعل حامله لا يرى جدوى من استعادته على المستوى المعرفي والمنطقي لكي تدون كتابةً، فالكتابة بالنسبة له أيضاً عبث. أي ما عدا الغبطة هناك شيء واحد فقط هو اللامعنى وكما يقول البير كامو في بحثه عن الإنسان المتمرد: (الموقف الوحيد القائم على اللا معنى هو الصمت، هذا إذا كان الصمت بدوره لا يعني شيئاً).
الجنون الأبيض هو احتجاج شجاع ضد العالم، للفرد الذي لا ينتمي إلى أي مكان ولا إلى أي عقيدة أو أيديولوجيا في ذلك العالم، لا ينتمي ويعي أنه لا ينتمي بحيث هذا اللانتماء يتجاوز حالته القدرية ليغدو اختياراً إرادياً بحتاً.
ومن هنا تبدأ المهمة الإرادية للامنتمي* بالفعل، حيث يبدأ بالولوج إلى مستويات اللاوعي العميقة ليتدخل في الإرث البشري المودع لديه ويتوجه نحو التخلص التدريجي من حالات الانتماء اللاشعوري التي يريد التخلص منها وإعادة تنظيم نفسه من جديد.
ومن هنا فهو الفرد الذي يظل خارج التصنيفات والقوالب الاجتماعية السائدة، وأكثر من ذلك يبقى عصياً على الاسقاطات والتسميات التي تؤسسها معظم فروع العلوم الإنسانية التي تعنى أساساً بالقطيع والإنسان القطيعي.
لكي نتعرف أكثر على "الجنون الأبيض" علينا أن نتعرف أكثر على فهمنا للقلق. الآن لنتصور التقسيم الرئيسي لدورة حياة القلق لدى ذلك الفرد (الأفراد)، إلى مرحلتين أو دورتين أو طورين، ففي الطور الأول هو لعنة غير مبررة وقدر محسوم في زمن الحاضر وامتداده القريب وغير محسوم في قدريته كمحتوم إلى نهاية الحياة، وفي طوره الثاني (أي القلق) يكف عن أن يكون لعنة وقدراً ليغدو اختياراً إرادياً، ويصبح عنصراً حيوياً ملزماً ومقدساً وباعثاً رئيسياً للحيوية في نظر الفرد (الذي نقصده) بدلاً من أن يظل كحمل ثقيل غير محبّذ. أي يأخذ بعداً معرفياً أنطولوجياً بدلاً من أن يبقى كبعد عرضي وسلبي للكائن. ولا يحدث هذا، أي لا يبدأ الطور الثاني أو دورة حياته الثانية، إلا بقبول الفرد لقدره قبولاً عارفاً عميقاً، وفي جوهر هذا القبول للقدر الفردي تكمن فلسفة لتمرد حقيقي (يمكننا أن نتذكر قراءة البير كامو لإسطورة سيزيف). أعود لأوضح هذه النقطة فيما بعد.
قد يكون بإمكان الفرد القضاء على القلق قبل دخوله إلى طوره الثاني بالتهرب منه عن طريق منفذ واضح وسهل في مرحلة ما، نأتي إلى الإشارة إليه في سياق الحديث، ولكن في جوهر هذا التهرب استسلام تام، لا بل وقضاء تام على الهوية الوجودية الفردية، وبالتالي طمر الاختلاف الذاتي ونفي ومحو تجليات الوعي الكينوني عن طريق تغطيته وشلّه والانجراف مع الوعي الزائف، أو الوعي المبتدع كمعدل تاريخي للوعي الكينوني ومن قبل الوعي الكنيوني نفسه تاريخياً.
إذن، نحن نقصد الفرد الذي يعيش لحظاته بعمق في فضاء الفاصل بين الوجود والموجود مدركاً الخط الممتد للعدم على موازاة خط الوجود، أي يظل متمسكاً بالسؤال الأول للفلسفة، السؤال عن الوجود، ويضع الفناء في صميم الوجود الإنساني كما فعل هيدغر.
كل نشاط بشري هو بالضرورة نشاط يهدف إلى تجاهل الموت كحقيقة بادية، وما دام الموت حقيقة تؤكد على نفسها باستمرار، عن طريق الوجود، حيث الوجود يحيلنا دائماً إلى قرينه وهذا يحيلنا بدوره إلى الوجود، وهكذا يدوم القلق الأبدي بين الثنائية وصورهما وبالتالي المعايشة الأبدية مع الموت
من أجل حصول على الأمان، كان على الوعي الكينوني للبشر (تاريخياً) أن يخلق مستويات من الوعي الزائف، أي لضمان تمكن الإنسان من العيش وخلق حالة ممكنة من الحياة أقل شدة وأقل ألماً وأكثر ضحالة وابتذالا، والوظيفة الرئيسية للوعي الزائف هذا هو تغطية الوعي الكينوني وشله ونفيه، ذلك عن طريق تجسده في الموجود أو بالأحرى في صور الموجود المتصورة من الوعي الزائف نفسه.
ولكن الوعي الزائف على الرغم من زيفه يظل وعياً بطبيعته، لذلك كان من الطبيعي أن يخلق ديناميكية ما للتطور في ثنايا الموجود ولتطوير حالة العيش وحالة موضوع الموجودات على مسار مستقبلي شبه مفتوح ومن ثم التحرك بقفزات منتظمة نحو حالة أكثر راحة وأمانا، من الواضح أنه بحديثنا عن هذا الانشغال البشري فإننا نتحدث عن الحضارة.
الحضارة التي هي عبارة عن الإنجازات المتراكمة للنشاط البشري على كافة الأبعاد والأصعدة. من هذا المنظور هي ثمرة القضاء على فعالية الوعي الكينوني تاريخياً، وتوسيع آفاق الوعي الزائف باستمرار.
ولا أعتبر إننا نجازف بقول شيء جديد إن قلنا إن الحجر الأساس للحضارة هو الدين.. فالدين الذي يرجعه فرويد إلى ذلك الخوف الطفولي لدى الإنسان هو الحلقة المفقودة، أو النقلة النوعية للإنسان من حالة وعيه الكينوني، أو من كونه الكوسموبوليتاني إلى تدحرجه وإنجرافه في منحدر التاريخ، أو سبيله المفضي إلى الأمان وتخليه عن حريته مقابل الحصول على أمان مريح ومن جهة أخرى، نفس فكرة الخدعة التي تمتد على طول تاريخ الحضارة تعود لتتكشف وتتمركز بشكل دوري في بؤرة واحدة هي الدين، فنرى إلى الآن كيف أنه عندما تنفلت جماعة ما من المسار الحضاري وتتعلق في الفراغ المفزع وتواجه وجهاً لوجه خرابها الروحي المهمل منذ آلاف من السنين، تسرع لاهثة إلى تأسيس دين جماعي جديد*، ولكنه دين جماعي أيضاً، ويؤدي نفس وظيفة الأديان السائدة أي التخلص من المواجهة المرعبة والارتكان إلى أمان مخترع وبالتالي إعادة الجماعة المنفلتة إلى المسار الحضاري ومتابعة الطريق.
إذن باختصار أكثر الدين في حالاته السائدة والمألوفة هو بدعة الإنسان للتخلص من قلقه الأبدي والحصول على أمان يجعل الحياة ممكنة مقابل تنازله الأبدي.. والحضارة هي المضي قدماً نحو الأمان المنفلت دوماً، والراحة المنشودة غير الموجودة، والبحث الاستطرادي للإنسان عن هويته المفقودة.
لذلك نقول (ضمن سياق هذه المجازفة) إن تاريخ الإنسان هو تاريخ هروبه المتواصل مع وحدته ويقول كريشنا مورتي: (نحن معتقلون ضمن ما هو مستمر) وهذا المستمر هو التاريخ.
إذن الفرد الذي قصدناه والذي لم نسمّه باسم معين هو الفرد المتحرر مما هو مستمر، وهو الفرد الذي لا ينتمي إلى تلك السيرورة المتجسدة في الحضارة.
أي هو الفرد الذي يواجه وحدته دون أن يتهرب منها، ويقبلها كحقيقة لا مفر منها، ويبقى بذلك محتفظاً بفاعلية ونضارة وعيه الكينوني وقلقه الأصيل. وهذا ما نعنيه بقبول الفرد لقدره.. أو قوله "نعم" بالتعبير النيتشوي.
إذاً هو وحيد
من هنا علينا أن نحرر الوحدة من سياقاتها الشعرية التقليدية ومدلولاتها المأساوية المحمّلة عليها.. فهي بهذا المعنى دال على هوية الفرد غير المشارك في المقايضة البشرية المنطوية على الحصول على الأمان مقابل التخلي عن الحرية وبالتالي التخلص من القلق وفقدان إرادة المقدرة .
أدعوك إلى قراءة الترانيم ولا أعرف إن كنت قد أفلحت أم لا في هذه الدعوة إلى الجنون الأبيض.
من خلال هذه المقدمة المختصرة أردت أن أجهّز لك عتبة صغيرة للدخول إلى أقاليم ذلك البياض.. أو قد لا تكون الترانيم برمتها إلاّ تلك العتبة.. على أية حال إن أعطيت الحق لنفسي قول عبارة عن الترانيم، فأقول إنها "سيرة لحظات إنسانية معينة"، وأعتقد بوجود نمط من الكتابة الأدبية يهتم بتدوين سيرة اللحظات وتصويرها أثناء بزوغها الذي هو فناؤها الفوري أيضاً، تلك اللحظات التي ترتكب اعتداء فاشياً على اللحظات التي تليها، وتعود لتكون حيث لا تكون. فهوس الكتابة في هذه الحالة هو محاولة للإمساك بنيازك تلك اللحظات، وتدارك سيرتها، الكتابة في هذه الحالة هي ذلك المستحيل الممكن الذي يخترق المخترق.. فالزمن هو أساساً عنصر مخترق ومحاولة اختراق وحداتها (لحظاتها) هي الفن/ الكتابة.
الكتابة في هذه الحالة هي العملية غير الممكنة إلا عندما يغدو الموت خياراً شبه وحيد، فإن لم تكتب سوف تموت لأن اللحظات حينئذ لا تتركك تبقى ساكناً وسالماً في الوقت نفسه.
قد تكون مستوى النصوص التي كتبت قبل عام 1999 وعام 1999 أقل مما أطمح إليه الآن خصوصاً من حيث شعريتها، وقد يكون السبب أن الشعر ليس الحقل الكتابي الرئيسي الذي يشغلني. ولكن في كل الأحوال تبقى كل تلك النصوص نصوصي وتبقى جزءاً مني، بل والبؤرة التي أنطلق منها ولكن الأساليب تختلف.

صلاح أحمد
دمشق سورية
¡¡




مفردات



الوحدة : هي التربّع على عرش أبالسة الصمت
:جنون لا متنازع عليه في استسلاماته التي لا تشك في إنجاز ختمه لأقاصي مساحات التعقل.
:نفق الأرضي الموازي للألوهية .
:زوبعة السكون.
القلق : صراع البياض على فضائه الممتد إلى اللانهاية
:غرابة الكائن الذي يثير الظنون حول جوهر غايات الوجود.
:مدارات على سلم التسامي .
التاريخ : شرارة أزل معتوه.
:مواجهة العُشب لحقيقة عبثية رحلته "الفصلية".
الانتظار : سبك حواشي الموت وطلائها بلمعان التفاؤل.
:إيماءات تتشرذم في سماء الغياب.
الغياب : فعل في جوهر اللافعل الممارس عند الوحدة.


¡¡




( )

على كاهلي أحمل همسة
تروي التاريخ وتُبددني
تُخفي سيرة الذين مضوا..
دون أن يؤدوا حركتهم المألوفة جداً

تبخرت السماء
وأصر أهلها على غيابٍ ملحّ
كعطشٍ يقصدني أبداً..
خطواتك حجرية
أشفقي قليلاً على ندوب جسدي
يا أرملة الآلهة.. يا أرضي

أتبددكم همسةً؟
تاريخٌ فارغٌ بملءْ الحضن..
أحكُّ ظهر الصخور.. صخرة.. صخرة
وأداعب ثدي الصخور، بأظافرٍ لا تاريخ لها، ولا معنى
ويظل الصخر على عناده الأبدي
دون أن يتفوه بهمسة..
امنحيني جرعة من السكون.. كي لا أتلاشى..
امنحيني قليلاً من السكون.. لأتلاشى تماماً..
يا صخرتي.. لا لعنتي..

همسةً تنفيكم؟
وأنا أعاني من حملي.. وتتبعثر عظامي..
ولا أحمل إلاّ التاريخ..

يا آلهة الغياب
تركت أرض الحلم الصلب
تتبددُ عُهراً وغباراً بين همساتهم
وأنا بالكاد أتذكر.. كالريح أتيتُ..
والرياح لا تجيدُ إلاّ المضي
تاريخاً يضمحل.. والصخر الكفيف
يئست من الهبوب
فالرياح لا تتفاوض بشأن الماضي..
أتلو سيرة الخريف وأتلوها..
والخريف يُحيلني إلى ركن الرطب للغياب
والغياب: إضراب دائم مترجل على حافة الموت..
وأتلاشى دون أن أتلاشى..
والهمسة تثقل كاهلي..
وتروي لي فراغاً عن الغياب..

والغياب: نزيف أبديٌ في الفراغ يسيل بجبن دون أن يتخثر..

وأنا أتبعثر.. ونخاعي تهمس للتاريخ.. الصخرُ كالحلم في تبدده
وثانيةً السكون يمضغ جرياني..

السكون: كائنٌ محايد في كينونته.
همسة: حلمٌ في طور تحققه المريض.
الحلم: تاريخ متناثر لخطايا الآلهة .

والصخر يزهد في صمتي .
يا آلهة الغياب:
كيف لهمسةٍ أن تزيح الخليقة.. وتستبدلها بالسكون؟
***




( )


وحشةٌ متدلية على هامة الشارع
وانحناءة خجولة يؤديها الورد
لغرور النافذة التي لا تنقطع عنها
اليقظة .

عكّرني الثبات
والنسيان دغدغة هالكة للحقيقة
أرشدني إلى شرودٍ جريء يعشق الابتعاد..
لأظل على نسبي المجروح..
الغياب: نشيدٌ يبارك النزيف المتراخي للظل..
بحضورك القاتم يا أبتي لا يسجد الماء لتردد الليل..
هكذا يمارس الحب عنفوان سقوط صدئه..
أهكذا تتمدد الخطايا على راحة يد اليتيم.؟
هات "النسبية" كلها..
هاتوا "الجدل" كله
هاتِ الغرور المنسدل على قامة الفراغ..
لننخرط بهذه السماجة!!

تعهدت للحياة بأن أذكرها بنفسي
كيف لا أعبث بتاريخ يلهو بي؟
وعندما وقعت الكارثة..
.............................
الاستقرار: تشردٌ مطليٌ بكذبة أنيقة..
أرْفَع ياقة معطفي
وأعقد القران بين مُخيلتي وبكارة هذا الشارع المبتل..
شبقيةٌ هذه الممارسة مع السفر..
شبقيٌ هذا الهدوء المتلفع بالغضب..
دنيئةٌ هذه البراءة المتدلية على ملامح الحقيقة..
أعطني شيئاً يضحي بسطحه..

أنا المنسي:
أعلن عن ماضٍ منتهٍ..

الغياب: عودةٌ متكررة إلى اللانهاية..
الغياب: عودةٌ ساذجة محملة بشكاوى الخريف..
الغياب: رمادٌ متطاير يدّعي الشكل..
الغياب: غضبٌ منسحب نحو انحناءات الورد..
الغياب: شرعية الشرود في حضرة الموت..
الغياب: نهرٌ من نزيف الفزع المنجرف نحو الصمت..

ارْفعْ ياقة معطفك
واخفضْ مقدمة قبعتك قليلاً
وآمنْ بجدوى الخطوات البطيئة هذه..
فأنا هناك..

19/11/2000


***





( )

… إلى المدينة التي تحمل غبار الأساطير كلها
إلى كركوك..

اسكبي قامتك أكثر فأكثر في مداي
لتعيدي للصرع هدوءه وتخلصيه من شباك صمتي..

اهطلي على حكاية تشردي
لتستعيد الغزارة كبرياءها المغتصب..

أيا طلسماً من تلاشي أمجاد الفولاذ..
أين السبيل إلى انطوائك البعيد..
سأقحم الكلام على نواحك لكي ينتحر
وأرمي الحروف
لأشارك الخريف في حمل صولجاناته..
.. في ملحمة الهبوب..
شروقك انبثق من نظرةٍ حزينة لطفلٍ حزين
كما سقط الأفق من رفرفة عصفورٍ
جرحته غطرسة سربه

كم مرةً استعاد الغياب بكارته؟
والحزن يحيل النسيم صوب الذي رحل..

أيا قدراً
نهبت حضوري لتحزنها
اهدني إلى شريعة تزاوج الصمت مع الصمت..
كي لا يصل النسيان إلى نهايته الجرداء..
***
ذات صباح صيفي قال لي أحد المارّة، دون أن أعرف هوية عبقريته:
(أتفتح صدرك لصدأ الأقاصي
لتحترف العذاب؟)
ما زالتْ نافذتي شاردة
في سُكر ذاكرتكِ..
وما زلتِ غباراً..
***




( )


إنه يتدحرج بأعوامه الألف
على جبهتك يحفر الغياب نحت السكون
وتقطر منك السماء قطرة قطرة..
دون أن تمنح لغيمة رأسك مكاناً..
كأن تماسيح التعب تحمل بقاياك المتأهبة للغياب
وأنت تتأمل في اللحظة "ألف عام" لخيولك المتهاوية نحو شفاه العدم..


***




(الصومعة)


انطلق صوب الظلام
ليجد ملامحه الضائعة
.. منذ الأزل
في رحلة لن تنتهي
ينطلق نحوي
وفي موكبنا ظلام..


***




(كرسمس)


أفسح لنكبتي حضناً بين هول الثواني وحنين الحديد المدوي
أفرغْ الحياة لوجودي التعس.. واستمع للخاتمة، التي أنتهي ولا تنتهي، قبل أن تمضي مع فراغك المرتبك..
ناولني حزناً بخفة الضباب لتكتمل هيئتي في صورة تنتابها نوبات الشكل.. أو أي شيء يصنع من الخجل تمثالاً يتحدى بوادر الذبول الأكيد..
يكفيني هذا الرمق المنسدل على النهايات.. وأعتذر عن كل هذه النهايات الحتمية..
أعتذر عن فظاظة الدرجة الأخيرة لهذا السلم الممنطق بوباء المنطق.. أعتذر عن غزارة الصمت الجارح لسيرة لحظاته.. عن فجاجة المجاملات المرتبكة.. أعتذر عن غرور اعتذاراتي المحملة بكهولة التاريخ وطفولتها البليدة.. أعتذر عن غيبوبة الفضاء في القاعات الفارغة والممرات المكتظة بالرؤوس الفارغة.. أنا.. أنا الآتي.. هناك حتماً.. فأفسح لي فراغاً لأودع نزيفي عند حضورك الملغي في هلاك وحدتك المزعومة..


***




(المدار)


لليأسِ سيرةٌ
تدوّن شهية الفراغ..

لليأسِ حيرةٌ تساور القلق الذي يروي
الوحشة للمجهول..

لليأس سيرتي..

2000


***




همسات خطيرة


همسة حزن تستدعيني…
وحشة غربة تكتنف كلّي…
بكاء مكتوم…
يتأجج فجأة
ويغرس مخالبه في أعمق جروحي…
جروحي اللا مرئية…
***
حزن يحوم ويحوم
في سمائي
أتنبأ به قبل لحظات
أقترب منه
أو.. يقترب مني
بعد لحظات…
يخترقني…
وبعد مهلة…
يجري في عروقي…
ويتلمس أحشائي…
وحالاً…
تستسلم له كل أهوائي…
***
حزنٌ
يجعل مني نفسه
وأجعل منه نفسي
***
قلبٌ باكٍ
يطوف ويطوف
على سطح بحاري
قلبٌ، يستنزف الدم والدمع
أستشعر به دوماً
أستنشقه وعندما أتوحد
يتظاهر لي…
وبعد وهلة
يستعمر وجوده
كلَّ وجودي
كلما مضيتُ في الحياة… أتى
وكلما عدتُ إلى الحياة… مضى
قلبٌ خامرني عشقه القاتل
منذ الأزل
ولكن لم أتلمسه… أبداً
قلبٌ حر
خارج كل الصدور
وعديم عديم
خارج كل الأشكال والهيئات
قلبٌ عاودني في كل أيامي
***
قلبٌ مجهول
كلما تمزقت
يأتي ويجمع كل أجزائي…
قلبٌ موجود
كلما احترقت
يأتي ويجمع كل رمادي
قلب شاعر
لا أخجل من البكاء في حضوره
لا أخلط بين الصراخ والصمت
في شريانه
شريان الحياة
ويسبقني في وريدي
وريد الموت
قلب لا يأتي إلا عندما أتطهر
أذهب إليه
إنه دائماً متطهر…
قلب كتم سرَّ وجودي
وأكتم سر عدمه…
قلب يجعل مني
نغمة متراقصة فوق
اللاشيء…
وخالدة في اللا زمن.
***




(…)


حيناً أهوى كل الوجود
وأتعرى…
وأغني…
وأرقص…
فجأةً
يعود ظلام دامس
ليجعل من الذبول قدراً محتوماً
آمالاً تذبل
بسماتٍ تذبل
سماءً بأكملها تذبل
والسقطة تصيب كل الوجود
وأجد نفسي فجأة
وحيداً…
بائساً
في بحار من الصمت الصارخ
صمت لا يدعني أتفوه بجنوحه
… لا يتركني أدوِّن آخر آياتي
… يأتي… يأتي لا محال
صمت عندما يأتي
آه… مَن ذا الذي يسمعني؟!

سليمانية-1999
***




رسالة من بلاد رأسي

رسالة إلى صديق يعيش في الطرف الآخر من الكرة الأرضية
قل لي يا صديقي
أيضاً تنتحر العقارب؟
تيأس العصافير؟
هناك أيضاً يتلاشى الغروب؟
قل لي يا صديقي
أنحن كلنا في علبة واحدة؟
كلنا معاً تحت لعنة واحدة؟
في ضياع واحد؟
***
إني أحزن كثيراً… أهناك من يحزن؟
أبكي كثيراً… أهناك من يبكي؟
أموت كثيراً… أهناك من يحيا؟
قل لي يا صديقي
أيمكنكم أن تخاطبوا الأحجار؟
أيمكنكم أن تكونوا خارج هذا الخواء؟
أيمكنكم أن تكونوا([1]
قل لي يا صديقي
ألم تصلكم رسالة من السماء؟
ألم تسمعوا همسةً تأتي من الله؟
قل لي يا صديقي…
قل لي شيئاً
يختلف عن ما أعرفه
قل لي…
لماذا تتشابه كل الأشياء؟


***




الأرجوحة


ذات مساء…
أردت أن أصعد إلى الأرجوحة
لا لكي أعود إلى طفولة مفقودة…
ولا لكي أشعر بحركة ممقوتة…
ولا لكي أعبث بعمري المئوي…
أردت أن أصعد إلى الأرجوحة
لكي..
وفقط لكي أعرف…
أللحياة نفس المذاق هناك أيضاً؟

***




في الليل


هذا الشارع كان مليئاً بالديدان…
هذه الأرصفة كانت مليئة بالسخرية…
هذه الأسواق كانت مفخخة بالأدمغة…
ترى لماذا أصبحت هذه المدينة مهجورة…؟
كنت هناك وكانوا هنا…
كان كل شيء كأنه لا ينتهي أبداً…
كان الحديث والضجيج…
حول كل شيء…
في كل شيء…
هذا الشارع كان مليئاً بالديدان
يا ترى: لِمَ تركوا الليل وحيداً…؟
***




في الكهولة


أعرف أنني لعنتكِ كثيراً.. آنذاك…
أعرف أنني تهربت منكِ وأجلّت الحياة فيك.
ولكني أريد أن أعود
إني أشعر أن حناناً ينفجر خلفي…
وأريد أن أعود
أن أعود
ولكن ليس للوصول إليك سبيل…
في كهولة الشعر والزمن هذه
أريد أن أعود إليك…
يا طفولتي…

***




سؤال؟


رأيت جدي
غبياً كما كان…
ولكن وسيماً…
كان يلهو بعورته.
رأيت جدتي
فظة كما كانت…
ولكن أنيقة…
كانت توزع القبلات.
رأيت أحد أجدادي
فارغاً كما كان…
رأيت كل أجدادي
كما كانوا
يا ترى ما هو وهم التاريخ؟




سيرة!

في مدخل المدينة…
اقترب شارع مني…
ودخلني…
فاخترقني وذهب…
خرجت عيني…
والتصقت بسماء المدينة…
ثم سافرت في أنحاء المدينة…
رجعت إليَّ فارغة
مليئة بالصحارى…
وعدت إلى أدراجي
مسافراً في ظلمات جمهوريتي الحزينة…
وبقيت هناك في جمهورية رأسي…
كل هذا وأنا ساكن وثابت..
كالكهولة…




(…)


ماذا تعني أن تكون مليئاً بالسماء
وتشعر بالضياع؟
نمْ هادئاً وعميقاً في حضن حقيبتك
نم ولا تنزع حذاءك "الذي شاخ"
في ريعان شباب سفرك…
نم هادئاً وعميقاً…
فمن يعرف؟
قد ينتهي طريقك فجأة بمدينة مزدحمة…
وتسقط فجأة فيها
وتنخرك الديدان
نم هادئاً وعميقاً
فقد تكون هذه زاوية السماء.
***




(…)


أتيت إلى هنا عارياً
وحيداً،
حالما وصلت
عانقت ذئباً بشدة…
وقبلت ثعباناً من فمه بقوة…
وتركت آخر أحلامي الوردية
مع إحدى الغيمات
كانت في طريقها إلى المجهول
وتنازلت عن حقوقي…
للآلهة
ولم أنتظر دعائي الأخير
وحتى لم أخبرها
بتغيير رقم صندوقي
أتيت إلى هنا
عارياً تماماً
خالياً من الماضي…
ومجرداً من التاريخ
وعندما وصلت إلى آخر قمة جبل
في حدود العالم…
لم ألتفت حتى التفاتة واحدة
أتيت إلى هنا
تاركاً كل شيء…
وباحثاً عن "الآن"
أتيت عارياً…
عارياً تماماً…
أول ما تعلمته هنا:
"أن الرقص لا يحتاج إلى طقوس"
أتيت إلى هنا
مخلّصاً أنفاسي الأخيرة
وعشت في كل اللحظات…
أعماراً وأعماراً شاسعة…
أتيت …
وقلّبت كل الأسماء
وأسماء المعاني…
أتيت تاركاً كل شيء
وباحثاً عن "الآن"

سليمانية-1999
***




(…)


شحوب المصباح، ماذا يعني؟…
شيخوخة الجنين، ماذا تعني؟…
تصخُّر السماء، ماذا يعني؟…
يا ترى ممن ينتقم الطفل الباكي؟
كم كان الرهبان أغبياء
عندما علمونا الدعاء
كم كان أساتذتنا حمقى
عندما أرادوا أن نفهم الحياة
بلغة الجمع والضرب
"غداً".. غائب دوماً…
لذلك يا صديقي…
أنت الآن مواطن…
تسكن في المهزلة…
الغد.. ليس هنا…
لا تغنِّ كالأغبياء.. يا صديقي
فأنت تعيش في عمق الظلام
غداً "قد" لا يأتي أبداً.
***
يا واضعاً قلبك على يديك…
لا تدخل أسواق العشق…
ولا تنتظر إهداء القلوب
فكلٌّ يذهب إلى زنزانته…
مع قلبه…
يا ساخراً من حالات الجنون..
لا تصغِ إلى أصنام العقل…
تعقُّل.. أن تعانق الجنون..

فمصيرك هو الجنون نفسه…
يا خائفاً من تأخر الفجر..
تأكد.. "أن الآفاق تنتهي بالقبور"
يا آتياً من أحشاء العدم..
لا تودع العدم
فلك لقاء معه…
يا متغنياً بجمال الحياة
حطّم قيثارتك
فمصيرك.. كمصيري
ينتهي باللاشيء…
يا قاضياً بـ "أحكام العدل"..
اقض على خفة لوائحك…
فطالما بقي هناك طفل يبكي
فليس هناك عدالة.
***
يا غارقاً في أعماق الزهد..
أعلن الحرب مع السلام…
والسلام مع الحرب…
فطهارتك لم تجنِ لك
غير ما جناه الضجيج للقتلة…
يا محلقاً في سماء التصوف..
دنِّسْ جسدك بدم فائر…
وروحك بجحود قاتم…
فسبيلك كسبيلي
ينتهي بلب الجريمة ...
يا باحثاً عن الأنظمة ...
دع الفوضى تأخذ مجراها ...
فالفوضى هي القانون ...
والاختلال بالفوضى هو الفوضى ...
يا جاهداً وراء سراب المعاني ...
دع السهر واخلد للنوم ...
فإن تجد أو لا تجد ...
ذلك لا يعني شيئاً ...
ويا نائماً في أخاديد العيش
وراكضاً وراء رغيف الحياة ...
أنت حبيب الله ...
محظوظ القدر ...
لأن الحياة ممكنة
فقط في حالة غبائك
ولكن أخيراً ...
تموت أيضاً تافهاً ...
ممدداً أطرافك كالضفادع ...


***




(....)


عندما بدأت السماء بالذبول
كنت مسترخياً ...
غارقاً في صفاء أزرق ...
كنت مليئاً بأغانٍ لا نهاية لها ...
كنت موطناً لكل الورود
كنت بلداً ساطعاً
لكل الذين ...
ضاعوا في متاهات الليل ...
كنت أرضاً من الشواطئ ...
للنوارس التي أهلكها التشرد ...
كنت مدينة من الأبواب ...
مدينة بلا جدران
لعشاق السفر ...

كنت .......
عندما بدأت السماء بالذبول ...
تشبثتُ بالآلهة ...
أقمت الصلاة للشياطين ...
ولكن السماء كانت قد بدأت بالذبول
فحملت جثتي تائهاً في أزقة الحياة ...
وأقمت محرقة ...
لجثتي التي كانت وما تزال تنبض بالحياة
ولكل الأجساد التي أتت إلى الحياة متعفنةً
ولكل الأرواح التي لا تنبض بالحياة.
وأعيش الآن في جوف الموت ...
بلا أمل
بلا جمال
وبلا ألوان
أعيش الآن في أحشاء الموت
وأتجرع جرعات الموت ...
وأرقص مع الموت ...
وأحتفل مع الموت ...
وأنام مع الموت ...
وأمارس الحب مع الموت ...
أصبحت أنا الموت ...
والموت أنا ...

سليمانية – 1999
***




الانتحار


النهار ينتحر .. عند الغروب
بكل أطيافه الذهبية
الليل ينتحر .. عند الشفق
بكل رصانة هدوئه
الجبال تنتحر .. عند القمم
بكل تعابير شموخها
البحار تنتحر .. عند الشواطئ
بكل عفويتها الطفولية
الطرق تنتحر .. عند مشارف المدن
بكل ملامحها الجنونية
الغروب ينتحر عند التلاشي
والشفق ينتحر عند البدايات
والقمم تنتحر في الغبار
والشواطئ في الرمال
والمدن في الضوضاء ..
***
العقارب تنتحر عند تهديد الدوائر
بكل غرورها ..
والدابة تنتحر عند أخطر الحواف
بكل صمتها ...
كل شيء ينتهي بالانتحار ...
كل شيء هو الانتحار ...
الحب ينتحر عند اللقاء ...
والفكر عند اللغة ...
والمعنى عند النطق ...
والهدف عند البلوغ ...
الانتحار هو النهاية ...
كلنا ننتحر عند عودتنا إلى غرفنا
كلنا ننتحر عند تفرغنا إلى الوحدة ...
كلنا ننتحر في غرفنا الوحيدة ...
***
نحن لا نصرخ
لا لأننا لسنا غاضبين
بل لأننا ننتحر ...
لا نبكي
لا لأننا لسنا تعساء
بل لأننا ننتحر ...
نعمل
لا لأننا نؤمن بالعيش
بل لأننا ننتحر ...
نحن نكتب ونتكلم
لا لأننا نؤمن بجدوى الكلمة
بل لأننا ننتحر ...
نحن نعيش
لا لأننا نؤمن بالحياة
بل لأننا ننتحر ...
نحن نفعل كل شيء
لا لأننا نؤمن بكل شيء
بل لأن كل شيء
هو الانتحار ...
***
نحن نزهد كالأنبياء
لا لأننا أنبياء
بل لأننا ننتحر
نحن ((لسنا)) أنبياء
لأننا نرضى بالعيش
ولأننا لا ((ننتحر))
ونرضى بخزي الموت ..
فقل يا صديقي
لماذا لا ((ننتحر)).

سليمانية –1999
***




أنا


أنا ...
يا أنا ...
لماذا أنت هكذا؟ …
ـــــــــ
دع جروحي تنزف .. دع دموعي تنهمر .. دع أيامي
تضمحل .. دع جنوني يتحرر .. دع موتي يقترب .. دعني
.. فأناي لا يعرف معنى التفاوض.
أنا ...
يا ترى ما ((أنا))؟
أنا جنون في جنون …
أنا قانون الفوضى ...

أنا اللانظام ...
أنا العشق ...
أنا الوحدة ...
أنا السلام ...
أنا الدمار ...
أنا .. .. ..
يا ترى ما ((أنا))؟
أنا دنيء فوق السماء
أنا أحفر في الرمال ...
أنا أحلّق في الفضاء ...
أنا تفوق في التعقل ...
أنا تجاوز في الغباء ...
أنا جنون في جنون!! ...
أنا ...
يا ترى ما ((أنا))؟
أنا عفويتي كعفوية النهر
أجري في أسهل المجاري ...
أنا استحالتي كاستحالة النار
أحرق كل ما لا يحترق ...
مسامحتي كالمسيح ...
حقدي كالشيطان ...
صلاحي كيوسف ...
حقارتي كيهوذا ...
جنون في جنون ...
أنا ... يا ترى ما ((أنا))؟
أنا لا أعرف للسلام بديلاً ...
لا أعرف للحرب مفراً ...
أنا في الوقت الذي أؤمن بكل شيء
لا أؤمن بأي شيء ...
أنا مطلق الأمان كقبر ...
أنا جنون في جنون ...
أنا ...
يا ترى ما ((أنا))؟
أنا في سلام مع كل من ليس أنا
أنا في حرب مع كل من هو أنا
وأحب من يشبهني ...
وأكره من لا يشبهني ...
ولا أعرف الحب ...
ولا الكره
ولا أعرف نفسي
ولا غيري
وأعرف كل شيء
ولا أعرف أي شيء ...
أنا جنون في جنون
كالغبار مليءٌ بالفوضى
كالأوراق منظَّم بالخطوط ...
حبي حبٌّ بحت ...
كرهي كرهٌ بحت ...
متشرد في بلاد ((اللاوسط)) ...
مواطن في ما بعد الحدود
أنا ... ما أغربكم!!
أنتم ... ما أغربني!!
أنتم باختصار:
لستم أهلاً للرقص ...
أنا باختصار:
لستُ أهلاً للعيش ...
وأخيراً أنتم كما أنتم ...
لا تشبهون إلا أنفسكم ...
وأنا كما أنا ...
أختلف حتى عن نفسي
أنا خارجٌ عن كل مقاييسكم ...
مقاييسي .. حتى نفسي خارجةٌ
عن مقاييسي ...
لا أنتم ... ولا أنا ...
كلنا غير صالحين للحياة
لذا كلنا سوف نموت
وهذه هي العدالة الوحيدة.

سليمانية
***




(....)


غريباً تأتي ...
وحيداً تمضي ...
فيا جريحاً
تائهاً في الآلام
دع الدنيا
وابتهج لوهلة
لروعة الموت
أحياناً تغدو صامتاً
لا تأتي منك همسة ...
فتصبح مجرماً ...
وأحياناً تلهو وتصرخ
وتقول كل ما لا يقال
فتصبح مجرماً ...

فقد لا يكون الصمت صمتاً
ولا الصراخ صراخاً
ولا النبوّة نبوة
ولكن دائماً هناك خللٌ ما ...
في شيء ما ...
وهناك حدثٌ
يحدث من تلقاء نفسه
وهناك حزنٌ
يحوم ويحوم
ويسقط عليَّ ...
بلا سابق إنذار ...
وبلا أيّة مناسبة ...
وتبدأ الكارثة ...
بهدوء ...
بهدوء ...

سليمانية – 1999
***




(....)


هناك .. شيء يحدث
هناك خارجٌ عني
شيء يحدث ...
شيء يعنيني ...
له علاقة ما ...
بي ...
بـ (أناي)
هناك بعيداً عن صورتي
بعيداً عن روحي
شيء ما يحدث
قد لا يخصّني
ولكن يعنيني ...
هناك في مكان ما ...
شيء ما ...
يحدث ...
يجذبني ...
يرهقني ...
يناديني
ويكاد أن يغزوني
هناك يا إلهي، مجهولٌ ما ...
يقتلني ببطء
ببطء ...
يقتلني ...

1999
***




(....)


أولاً كانت همسة
هبّت من بلاد المجهول ...
واقتربت من حدودي
واخترقت جمهورية رأسي ...
العاصفة ...
العاصفة ...
العاصفة ...
من هنا كانت العاصفة ...
وبدأت الكوارث وتواريخها
تنزلق كيفما اتفق
إلى تقويمي ...




( .... )


رقصة دخانٍ فقط
تكفي لأن يتمزق قلبي ...
تثاؤبٌ مقيت للشمس
... عند الشروق
يكفي لأن ألعن
كل الأيام الآتية ...
خيطٌ واحد من النور الخارج
من إحدى نوافذ اليتيمة في المدينة
يكفي لأن أعرف أيّة مقبرةٍ
تخفيها ستارةٌ رقيقة من الليل ...
مروري بأزقة مدينةٍ
... هُجرت منذ الغروب
يكفي لأن أعرف
أيّ جبنٍ بشريّ
يختفي هناك ...
خلف الجدران
وأيّة ديدان قذرة
مخلوقات هذه المدينة
حيث يتركون
ملايين النجوم
وملايين الصمت
وملايين المجاهيل الشهية لليل ...
لينسحبوا إلى غرف نومهم
ويتسكعوا على لزوجة أجسادهم
وأجسادهنَّ المتعفنة ...

سليمانية – 1999
***




إلى آلهة الرقص:


أمّا بعد ..
إني مخلوق لعين أعيش في بقعة لعينة من الأرض أجهل اسمي وجنسي وصنفي ونوعي وكذلك أجهل السلوكيات الرئيسية التي تسلكها الكائنات من حولي كافة.. إلى الآن أعيش بين من سموا أنفسهم بـ(إنسان)…
إنهم، ويا للغرابة، يلهثون ويهرجون من أول محطة سقوطهم إلى الحياة، وأحياناً كثيرة يتقاتلون بين أنفسهم، فربما يعرفون مدى قذارة جنسهم الوحشي… إنهم يشبهونني إلى حدٍّ ما في الشكل والهيئة لذا أحسّ دوماً بهذيان يكاد أن يقتلني، فقررتُ أن أهجرهم وأن أستوطن في بلاد الليل التي طالما شعرت بأنينٍ قوي تجاهها … وما أطلبه منكم هو: دخانٌ يتسامى ويتعالى دون انقطاع لكي أتمكن من الرقص معه.. وأهدي لكم في النهاية نغمات شرود الليل آملاً أن تخلدوا في الرقص إلى الأبد؟
السيد (؟) من الأرض، مدينة الأحياء المتصخرة

سليمانية – 1996
***




إلى من يهمه الأمر:


إننا سكان مدينة (المدينة القذرة) نطالب بتجهيز حافلتين لنقل بقايا البشرية إلى مدينة الأموات، ونطالب كذلك بمزيد من الكوارث لكي نرقص على إيقاعها لأننا قد نسينا الرقص مع الريح. وأخيراً نهدي لكم تحياتنا القذرة آملين بأن تخلدوا في وحل الغثيان إلى الأبد.

السيد كابوس اللعين
بدلاً من سكان مدينة (المدينة القذرة)
8/10/1996
***




(على الرغم منّا)


عندما يُسدَل الستار وتأتي خاتمة أزمنة الأحلام على الرغم منّا.. ويبدأ الغروب بمواصلة إيقاعه الباكي والمتناهي في لا تناهٍ إلهي… يجب أن نرحل ونترك (هنا والآن) لا محال… يجب أن نهدي أعنف صرخات الألم والوحدة لصمتٍ أبدي، صمت كتوم كالموت، ولا مجدٍ كالحياة…
وأخيراً يصبح كل شيء لا محزناً ولا مفرحاً… ويصبح كل شيء هادئاً هدوء ذلك الحزن الأليف… كعلاقتي أنا مع نفسي.. ذلك الحزن القديم قدم الأزل.

سليمانية –1998

***




(…)


إني لن أتحدث من الآن
فدعوا آلامي كما هي
ودعوني مع الموت
أتعرّى… تماماً…
كفاني هذا القدر
من… أنتم؟
وكفاكم هذا القدر
من… أنا؟





(…)


الساعة… أنا تماماً…
الحزن… يشرق الآن…
ولم يحل كثيراً على
غروب الحياة…
أبحث عن.. من يعرفني بهذا الكائن
الرجاء.. من يجد إنساناً ضائعاً…
هارباً من نفسه…
فليعده إلى نفسه…
الساعة.. أنا تماماً
فاخلوا المكان رجاءً…
واتركوا الليل.. لي
وخذوا معكم مخلفاتكم…
ودعوني مع نفسي…
وخذوا طيبتكم معكم…
ولا تقلقوا بشأني…
أراكم هناك…
مع السلامة…
* * *
الساعة… أنا تماماً
أهلاً بالدمار
نعم..؟
ليس لدي غير الخراب…
لا.. لا تقلق…
مع السلامة
أهلاً بالنار…
نعم…؟
لا، ليس لدي غير الرماد…
لا.. لا.. عافاك الله…
مع السلامة
* * *
الساعة… أنا تماماً
أهلاً يا ذكريات…
أهلاً يا سفير الطفولة…
والله… كما ترى…
مع السلامة
أهلاً يا علوم…
أهلاً يا أيها التعقل المؤدب…
لا… لا.. ليس هناك أي خلل
مع السلامة…
نعم؟.. كلا كلا كلا… رجاءً…
* * *
الساعة… أنا تماماً
نعم…؟ …لا.. لا..
لا يا حبيبي، يا ربي
قد فات الأوان….
إنك تأخرت كثيراً…
لا.. لا.. لا تقلق بشأني
واسمح لي أن أقول لك:
رجاءً اتركني وحدي
فالساعة أنا تماماً…
لا… لا.. أنا كريم أيضاً..
سامحتك لا تقلق…
مع السلامة.. كن حذراً…
* * *
الساعة.. أنا تماماً…
من؟… آه أنا أعرف…
إنها أمي …
أهلاً بك يا أمي
توقعت أن تأتي بعد الله تماماً…
لا يا.. يا أمي..
الذنب ليس ذنبكِ…
ارقدي بسلام…
فأنا أئتمن تماماً للحزن…
إنه صديقي الأقدم يا أمي…
لا تقلقي يا حبيبتي…
مع السلامة…
مع السلامة…
* * *
الساعة.. أنا تماماً…
لا تقلق يا… أنا…
إننا وحدنا تماماً…
الكل قد مضوا…
لا تقلق..
آه.. أية كارثة هذه…
أن أكون معك فقط…
أوه كفى…
ليقتل بعضنا البعض
كفى..
كفى رجاءً.. رجاءً…
فأنا.. أنت..
لماذا تفعل بي هذا؟
كفى رجاءً.. كفى..!
الساعة.. أنا تماماً
الساعة.. أنا تماماً
أوه.. أين أنت..
أين أنت…
دمشق –1999
***




دعوني معه رجاءً


دعوني معه رجاءً…
إني أعرف جميع أزقته جيداً…
أعرف هذه الالتواءات…
وأعرف هذه الطرق المتعَبة
دعوني معه…
أنا أعرف كيف أنزع حذائي
وكيف أسير في دواخله
… باحتشام
دعوني مع هذا المتوحد المزدحم
مع هذه الصخرة الصامتة
مع تجاعيده المنسية…
دعوني معه على انفراد رجاءً…
فإنه الآن ليس متألماً وحسب
بل بات ألماً…
إنه الألم عينه…
والألم لا يُفهم..
ولا يمكن الاجتماع حوله…
فاتركوه رجاءً…
وخذوا تفسيراتكم وودَّكم معكم…
وخذوا أفعالكم الخيّرة…
ودعوا الألم وحيداً…
إنه لا يُفهم…
وليكن ما أنتم تتصورون…
دعوني معه…
أنا أعرف دساتير هذه الجمهورية الحزينة
أعرف دساتير هذه الأقاليم الغامضة
إنه دكتاتور ونبي…
إنه الجنة والجحيم…
إنه النار..
يحرق.. ويدفئ…
دعوه الآن على الأقل
فأنا أعرف..
أنه يريد أن …
يصلّي ركعةً من البكاء
آه… لماذا لا تفهمون…
إنه هذا الحزن
لا يُنجَد..
لا يُفهم..
لا يُقرأ..
كيف أقدّم لكم توضيحاً…
طالما كان هذا الحزن
حزناً.. وفقط…
لا أسباب له..
ولا أعراض..
لا موعد له..
ولا مناسبة
إنه حزنٌ..
ونقطة.
آه أنا أعرف هذا الجنون
الذي يستدعي الشكَّ فيكم…
دعوني معه…
أنا أعرف أنه من البساطة
صار لغزاً…

دمشق –1999

***




المعضلة


أنا أريد فقط…
أن أتعلم…
كيف أتعلم أن
لا أفعل شيئاً
ولا أفكر في شيء؟؟

دمشق –1999

***




الحقيقة المنسية


في كل يوم أتيقن تماماً
من قذارة هذا العالم
وفي اليوم التالي
أستغرب من أي كائنٍ قذر أراه
وأستغرب من استغرابي هذا…!!

دمشق –1999

***




حبيبتي


كوني ستاراً قاتماً..
لما أراه
أو كوني بكاءً دائماً..
لما أعانيه
أو كوني أماً
لروحي اليتيمة
أو كوني كما أنتِ..
في الغيب دوماً!

دمشق –1999

***




التلاشي


ذاكرةٌ شفافة…
انبثاقات من ماضي السحيق…
ثريات من الدموع…
وأغراب أتوا
طالبين الحب
وسقطوا
مع أول فصل جفاف
مئات ومئات من الصور
تذكّروا هذه الزواية المسكونة…
عندما حزنوا…
واختفوا باختفاء أحزانهم
وهجروا هذه الرهبنة
* * *
إني أذكر كل شجرةٍ ساكنة
غدوت من أمامها يوماً
دون أن أشكرها
وأنا أمطر أقزام البشرية بمواساتي!!
إني أذكر جيداً.. كلَّ غيمةٍ باكية…
أتت إلى سمائي وارتحلت
دون أن أحييها أو أودعها بنظرة
وأنا أعصر روحي لدمىً متحركة
أذكر جيداً
كم شارعاً اهترأ بصمت قهراً وضجراً
من هدري لخطواتي
وأنا أجعل من نفسي
طرقاً ممتدة باستقامةٍ ساذجة…
لأقدامٍ تحتذي جلد الرؤوس الآدمية
* * *
أذكر جيداً كم سيجارةً انتحرت
بين أصابعي حرقاً
وأنا أصرخ وأغني في أذانٍ
لم ولن تصحو فيها الملائكة أبداً

أذكر جيداً كم مرةً تركت غرفتي الوحيدة
وحيدة… كأمي حين تبكي غيابي
وأنا أجعل من حضني بلاداً آمنة
لدخلاء أتوا من النجاسة
… وعادوا إليها
* * *
إني لا أذكر كم مرةً تركت الغروب
يأتي ويذهب
وأنا أوقد القناديل…
من نار روحي
لعيون عمياء
أصبح كتفي الآن
صخرةً… تآكلها دموع التماسيح
وانفصل عني صامتاً
وترك رأسي الغبي… يتألم وحيداً
* * *
أصبحت أصابعي الآن
تجاويف مظلمةٍ
لم تعد تصلح لمسح دموعي
* * *
أصبحت مجرد ذاكرة شفافة
أو تاريخاً لمراحل اغتيالي
أو خيطاً يجمع بين سير الأنبياء
أو صورةً واضحةً لعالمٍ دامع…

دمشق –1999

***




(……)


من شفة ليلة "أورجازم"
أتيت…
إلى أين تمضي هكذا؟
تاركاً أزرار عالمك مفتوحاً
وتاركاً هذه المدينة تحت رحمة..
خمش غيابك؟

من نسل المطر
وبغزارةٍ ولدت
لأية رياح ضائعة…
تسلِّم مسحوق بقاياك؟

من خلف نافذة يقلبها الليل
كما تقلب الرياح ورقةً خريفية
وافتها المنية قبل أيام..
تعلمت النظر..
فكيف تترك كل هذه الآفاق يملؤها الاصفرار؟
مخلفاً وراء غروبك غباراً
يشكل ملامح هذه المساحة اليتيمة
… من السماء؟

قبل أن تفهمني بذلك الإيحاء الخجول..
بأن أصمت…
أعطني شيئاً يُسكن رأسك..
وشاركني جلسة تدخين سيجارة أخرى
واسحب الوسادة من تحت كتف الحائط
هذه المرة أيضاً
تمدد وفكر…
واجعل صبري ينفذ
ثم امسك طرف حديثٍ مجنون
وابدأ بالسب والصراخ
على هذا العالم
الذي لا أعرف لمَ يغضبك؟

تعلمت الصراخ…
من توقٍ صغير إلى هفوة طفلٍ… وسخّته عتبة عالية.. قذَّرته الدروب.. وبَّخه الحي ولعنه العالم.
اهدأ.. والبس معطفك.. أخفض مقدمة قبعتك قليلاً.. وضع يديك في جيبيك.. واذهب إلى ذلك الشارع الملتفع بشال من الضباب حشمةً.. واستشره.. هذه المرة أيضاً.. في قضية الترحال.

تعلمت الحديث…
من صوت قطع عنق زهرة نرجس.. عندما ذهب مقتطفو الورود إلى سفح الجبل الذي طال صمته.. فسمعنا صدىً كناي يكرره الجبل إلى مالا نهاية…
نا.. نا.. نا..
كناي يكررك الجبل…
تظاهر بالنوم هذه المرة أيضاً.. واسترق سماع ذلك الصمت الشهي.. فقد تعدلك حكمة الصخر.. عن هذا التدحرج.. هذا السقوط.

تعلمت النواح..
من عويل ذئاب جبلية.. كانت تعول كلما سمعت خشخشة السلاسل التي ترطم بجنون صدر جلد جبلي مسحوب على خشب جبلي.. تهزها أيادي دراويش الجبل ذاته..
والإيقاع ذاته..
والليل يصاب بالصرع.
.. احمل تلك القارورة.. واقلب نفسك.. واقلبها.. مارس معها الحب.. ضع فمك في فمها إلى أن تفرغك أو تفرغها.. فهي تثق بقدرتها على تغيير الإيقاع ذاته.. والخشخشة ذاتها.. والدروشة ذاتها.. والعالم ذاته…
فدع رموش المواويل.. لتمتد إلى السماء السابعة…


***



الفهرس
الإهــداء 5
وجهة نظر بمثابة مقدمة 7
مفردات. 15
( ) 17
( ) 20
( ) 23
( ) 25
(الصومعة) 26
(كرسمس) 27
(المدار) 29
همسات خطيرة 30
(…) 34
رسالة من بلاد رأسي. 36
الأرجوحة 38
في الليل. 39
في الكهولة 40
سؤال؟ 41
سيرة! 42
(…) 43
(…) 44
(…) 47
(....) 52
الانتحار. 55
أنا 59
(....) 64
(....) 66
(....) 68
( .... ) 69
إلى آلهة الرقص: 71
إلى من يهمه الأمر: 73
(على الرغم منّا) 74
(…) 75
(…) 76
دعوني معه رجاءً 81
المعضلة 85
الحقيقة المنسية 86
حبيبتي. 87
التلاشي. 88
(……) 92
الفهرس.. 97
***






رقم الإيداع في مكتبة الأسد الوطنية

ترانيم برومثيوس: شعر/ صلاح أحمد– دمشق: اتحاد الكتاب العرب، 2001 – 98 ص؛ 20سم.

1- 811.9 أ ح م ت 2- العنوان
3- أحمد

ع- 1380/7/‏2001‏ مكتبة الأسد

qq

* مفهوم مقتبس من كولن ولسن
* آرنولد توينبي يشير إلى تزامن تدهور الحضارات مع نهوض الأديان في مختصر دراسة تاريخ و"رأي في التاريخ".
([1]) أن تكون أو لا تكون تلك هي المسألة عبارة هاملت الشهيرة.

No comments: